الدب الأكبر والدب الأصغر

 

كانت كالستو امرأة جميلة احبها آبو الآلهة فاستثار هذا الحب غيرة زوجته وعزمت على القضاء عليها وما زالت حتى رأتها فقالت: "سأذهب بهذا الجمال الذي تسبين به زوجي".

وخافت المرأة وركعت على يديها وركبتيها أرادت أن تمد ذراعيها ضارعة متوسلة ولكن الشعر الأسود غطاهما، وإذا بيديها قد استدارتا ونبت لهما مخالب معقوفة، أما فمها الذي كان يصفه جوبيتر بالعذوبة والفتنة والحلاوة فقد اصبح فكين قاسيين، وصوتها الناعم الرقيق تحول زئيرا مخيفا، وانقلبت دبا لا تستطيع أن تخبر جوبيتر بأمرها، وبعدما كانت تضطرب خوفا من ذكر الغايات أصبحت تقضي لياليها فيها خائفة ترتعد من الكلاب والحيوانات المفترسة التي أصبحت مثلها.

وكانت كالستو يوما على عادتها تهيم في الغابات، فرأت شابا جميلا فتيا عرفت فيه ابنها، فتقدمت إليه لتضمه بين ذراعيها، فخاف منها ونفر وسدد سهمه يرد أن يرميها به، ولكن جوبيتر رآهما في هذه الحال، أشفق عليهما وانتشلهما إلى السماء ووضعهما بين النجوم خالدين هناك، فكان الدب الأكبر والدب الأصغر.

وساء هيرا أن تنال مزاحمتها هذا الشرف الخالد، أسرعت إلى الهي البحار غاضبة وقالت:" أتعجبان لماذا تركت أنا، ملكة الآلهة، السماء وانحدرت إلى الأعماق؟ أن مكاني أعطى لامرأة أخرى! التفتا عندما يستر الليل العالم بسدوله تريا عدوي في ذلك القسم من السماء حيث تصغر دائرة الفلك عند القطب، فما يردع من يريد الأذى لهيرا بعد هذا؟ فإذا كنتما ترقان يا والداي لحالي فإنني أتضرع إليكما أن تمنعا هذين الجانبين من النزول إلى مياهكما، فإنكما على ذلك لقادران".

أجاب سيدا البحار رجاء ابنتهما ملكة الآلهة، ولذلك يدور الدب الأكبر والدب الأصغر في السماء، ولكنهما لا ينزلان إلى مياه البحار كما تنزل سائر النجوم.