زهر الأرجوان

 

كان هياسنثث ولدا جميلا من أبناء البشر، فاحبه ابولو حبا شديدا، وكثيرا ما ترك قيثارته وسهامه ونزل من جبل اولومبوس ليرى الولد الصغير ويشاركه في ألعابه، وكانا يقضيان نهارهما يتبعان كلاب الصيد في الجبال أو يرميان الشباك للسمك في النهر، أو يلعبان لعبا أخرى متفرقة، ولكنهما كانا يفضلان لعبة رمي الأثقال، وكان لديهما صفيحة من المعدن الثقيل قطرها نحو ثلاثين سنتمترا.

وفي ذات يوم رمى ابولو الصفيحة فذهبت تسبح بين الغيوم، لان للآلهة قوى فوق قوى البشر، ولما عادت إلى الأرض ركض الولد ليلتقطها ولكنها سبقته فوثبت ولطمته في جبهته البيضاء لطمة قوية لا شفاء لها.

وعلا وجه ابولو الاصفرار، وتقدم من الولد ولكنه لم يستطع أن يرد إليه الحياة، فضمه بين ذراعيه واخذ ينظر إلى رأسه يهبط كما تهبط زهرة الزنبق كسر ساقها، واخذ الدم الأرجواني يسيل من جرحه فيصبغ الأرض.

ولم يكن لدى ابولو سوى وسيلة واحدة يعيد بها الحياة إلى هياسنثث، وهي أن يجعل منه زهرة، وهكذا قبل أن تفوت الفرصة رقاه بكلمات تعرفها الآلهة، فتحول الولد زهرة أرجوان لها لون الدم الذي جرى من جبينه. وهكذا عندما تتفتح زهرة البنفسج تظهر على أوراق تاجها تشبه كلمة حزن باليونانية، ولم ينس ابولو ذكرى صديقه، بل اخذ يرثيه بألحانه الشجية وقيثارته الجميلة، حتى اشتهر أمره في بلاد اليونان كلها.