أدب الطفل العربي في فلسطين بين الواقع والطموح - د. محمد بكر البوجي

 

   أولاً: يعتمد منهجنا في هذه الورقة على السرد التاريخي لواقع أدب الطفل العربي والفلسطيني، ثم طرح رؤيتنا لما ينبغي أن يكون عليه الطفل العربي في فلسطين.

 

   ثانيا: نود أن نوضح أن منظومة ثقافة الطفل العربي في فلسطين تقع ضمن دائرة المنظومة الثقافية للطفل العربي في الوطن العربي، لأن الطفل الفلسطيني جزء من الأمة العربية الواحدة، بل هي العمق الاستراتيجي التي ينبغي الاعتماد عليها دائماً للحفاظ على قومية هذا الطفل وشخصيته.

 

   إن الحديث عن واقع أدب الأطفال العرب يجعلنا نركز في ورقتنا هذه على ثلاثة محاور رئيسة:

   أولا: أدب الطفل في الوطن العربي

أ-  الحكاية الشعبية وقصص الأطفال:

لماذا نتحدث عن الحكايات الشعبية ونصيغها قصصاً لأطفالنا، هل لأننا سمعناها من جداتنا في العصر الغابر، واليوم نرى مثيلها على شاشات التلفزة على هيئة قصص للأطفال. نعم ، إنه شيء دفين في داخلنا نتحدث عنه، وهو معبّر عن حالات كثيرة متشابهة لكنني أضيف... إنني أرغب في البحث عن سلالات جديدة للقصص الشعبي، تعبر عن ملامح التطور التقني الحديث، واستخداماته في كل مناحي حياتنا. مثال ذلك: البساط السحري الذي أصبح اليوم لا يعبر عن قيمة فكرية، ويمكننا إعادة صياغة هذا الخيال العجيب بما يتلاءم والتصنيع الحديث، فأدعي في القصة مثلاً ؛ بأنني نسجته من خامات جديدة تحتوي على أجهزة ممغنطة تستطيع الانطلاق بالطاقة الشمسية في الفضاء، والسير بالاتجاه المرغوب، ويمكن التحكم فيه عن طريق ألياف معيّنة .. أو... الخ. حتى ينسجم هذا الإبداع، مع الحالة الفكرية والنفسية للطفل، ومصداقية ما  يراه من غرائب وعجائب الاختراعات من حوله، وهذا ما يُعرف بأدب الخيال العلمي (Sience Fectione)، وقد ينطبق تصوّري هذا على كثير من الأدوات القصصية للأطفال مثل: خاتم سليمان، والقمقم، والساحرة الشريرة.

  

   رغم ذلك هناك سؤال يطرح نفسه، لماذا بقيت هذه الحكايات الشعبية تحتل عقول الأطفال وقلوبهم، رغم ما فيها من خوارق ورعب؟ هل عالم المستحيلات هو العالم المحبب لدى الأطفال، عندما تحول الساحرة البطل إلى حيوان أو طير ثم يدخل هذا الحيوان أو ذاك الطير في متاهات جغرافية بعيداً عن وطنه؟ إنها عاطفة إنسانية تدغدغ عواطف الطفل الأنسانية البريئة من تلوثات عبء الحياة، ويحب الطفل بطبعه البحث عن المجهول ، ولهذا كانت لقصص علاء الدين والسندباد، وعلي بابا، وقع خاص واستمرارية في قلوب الأطفال، إنها قصص لا تُنسى ولا تضعف أمام الزمن، لأنها تُمثّل أسطورية الحركة والحرية(1 ).وهذا لا يتعارض مع اقتراحنا بعلمنة هذه الحكايات الشعبية والانتقال بها من مرحلة الأسطورة الوهمية إلى مرحلة العقلانية والتفكير الجاد.

 

   يرى البعض - وأنا مؤيد لهم - أن هذه الحكايات الشعبية تحمل نصيباً كبيراً من الرعب والإرهاب للطفل، يهدد أمنه الداخلي، ويضعف من نفسيته في مواجهة الأحداث(2 )خاصة قصص الغول والعفاريت والجن والشياطين، التي سببت لي وأنا طفل رعباً داخلياً ،  كنت أتخيّل رعب الأشياء، وكأنها غول يهاجمني، أو عفريت يسكن سابع أرض ليأخذني معه، إنها حكايات قاسية على الطفل تقتل فيه مبادىء الحب والجمال والحرية والشخصية والثقة بالنفس. وقد يكون طرحنا بعلمنة هذه الحكايات حلاً لهذه الإشكالية.

     

___________________________

(1 ) عبد التواب يوسف، الطفل العربي والأدب العربي الشعبي، الدار المصرية- اللبنانية 1992، ص11

 

ب - السيرة الشعبية وأدب الأطفال:

   قدّمت دار المعارف المصرية في الستينات مجموعة كبيرة من قصص الأطفال تعتمد على السير الشعبية العربية، فقد أعادوا صياغة سيرة: الظاهر بيبرس، وذات الهمة، وأبو زيد الهلالي، كما كتب فريد أبو حديد شخصية أبو الفوارس عنترة، وسيف بن ذي يزن، إلى جانب المحاولات الأخرى المتناثرة في صحف الأطفال مثل مجلة الفردوس، وسمير.. لكن أليس هناك بعض المشاكل في مثل هذه الأعمال المُلخّصة، مثل:

 

   1 - الإخلال بمحتوى العمل الرئيس، لأن التسطيح يُفسد العمل الأصلي، ويُشوّه جماله وروعته، لأنه من الصعوبة اختصار العمل مع الحفاظ على تفاصيله الرئيسة، فيفقد العمل روحه وأصالته.

 

   2 - إن التلخيص للأطفال صعب جداً، إلاّ إذا تمّ تحويل السيرة إلى مجموعة من الحواديث واللوحات المُلخّصة بما يحتويه من عناصر اجتذاب للأطفال(3 ).

 

   وهذا ما فعله كامل كيلاني عند تلخيصه لبعض قصص "ألف ليلة وليلة"، فقد أصدر أربع مجموعات، عندما قام بتعديل وتغيير، حيث انحرف عن الأصل مقابل إرضاء ذوق الأطفال.

 

ج - قصص الحيوان:

   معروفة مصادر قصص الحيوان العالمي، فقد استطاع إيسوب اليوناني أن يبتكر هذا النوع من القصص ليتحدث من خلالها عن بعض القضايا الفكرية والإنسانية، ثم أعاد صياغتها لافونتين الفرنسي، وفي الأدب العربي تُعدّ "كليلة ودمنة" لابن المقفع من أهم ما كُتب في هذا المجال ثم جاء في العصر الحديث محمد عثمان جلال في كتابه "العيون اليواقظ في الأمثال والمواعظ" وقد استفاد منه أحمد شوقي في قصائده المشهورة على لسان الحيوان، وهي كلها تصلح للأطفال.

 

   وأرى أن قصص الحيوان اليوم تختلف عن تلك القصص القديمة اختلافاً كبيراً، وإن كانت قد استوحت جانباً من الأعمال القديمة، ملتزمة بروح العصر ومواكبة ما يدور حولنا من أحداث وتطور في عالم الفضاء والأقمار الصناعية، والوصول إلى الكواكب المجاورة لكوكبنا، خاصة تلك القصص المترجمة وأقصد ما ترجمته د. سهير القلماوي مثل قصة (القرد حارس المرمى) لما فيها من قيم وأفكار إلى جانب الطرافة والحداثة، بحيث يألفها الصغار بسهولة ويُسر.

 

   لقد أجاد روّاد الكتابة للطفل إجادة رائعة وأذكر منهم كامل كيلاني، محمد سعيد العريان، عبد التوّاب يوسف، يعقوب الشاروتي، محمد عادل السحار، شوقي حسن.

 

   رغم أن الفكر العربي لم ينتبه لأدب الأطفال في بداية القرن العشرين كما انتبه لأدب الكبار، وأزعم أن الاهتمام بأدب الطفل العربي جاء في الثلث الأخير من القرن العشرين، ومع هذا أجادوا واستطاعوا استغلال كل الإمكانات والطاقات المتاحة من تراث عربي وإنساني. وينبغي على أدباء الأجيال القادمة الاستمرار في هذه المسيرة مع التغيير بما يلائم كل عصر، مع الأخذ بعين الاعتبار بعض التساؤلات التالية:

 

______________________

(2 ) المرجع السابق، ص 22 .

(3 ) المرجع السابق، ص 38

 

 

 

  1 - هل الأدب يُمثّل الرصيد الثقافي الذي يمكننا من تزويده للطفل، ليكتسب خبرات حياتية دون اختلاطه بالمجتمع؟

   2 - هل نستطيع تلخيص روايات وقصص ومسرحيات الكُتّاب الكبار على هيئة قصص للأطفال، كما فعل الأوربيون في أعمال

       هـ.ج.ويلز، وجول فيرن؟

  3 -  هل نستطيع أن نحدد سن الطفل الذي نكتب له، فهل ما يلزم ابن الثامنة هو نفسه ما يلزم سن ابن الثالثة عشر؟

4 -  هل هناك ثقافة عربية موحدة للطفل العربي يمكنها أن تُميّز القصة العربية عن القصة الأجنبية؟ أم هناك اختلاف جزئي أو أكثر في

      الرؤية بين الدول الملكية في الوطن العربي وبين الدول الجمهورية؟

5 - الابتعاد عن القصص التي تشجع الغازي أو المعتدي تحت أي اسم من الأسماء، وأستشهد على ذلك بقصة قرأتها وأنا في مرحلة

     الصبا، كتبها عبد التواب يوسف، باسم (داود وجالوت) وقد كرهت جالوت لأنه كافر، ثم أدركت في مرحلة الوعي أن جالوت

      قائد فلسطيني  يُدافع عن بلاده ضد الغُزاة باسم الدين.

 

   ولهذا  أطالب بسحب هذه القصة من الأسواق العربية، أو إعادة النظر في طريقة تحليلها بما يتلاءم وحق الشعب الفلسطيني في الدفاع عن بلاده في كل العصور. ولا أقصد هنا المساس بالكتب المقدسة، ولكن تحليل القصة هو الذي أركّز عليه.

 

ثانياً: واقع أدب الطفل العربي في فلسطين

 

   عندما أردت الكتابة عن أدب الطفل في فلسطين، تحيّرت عن أيّهم أكتب، هل أكتب عن طفل نكبة 1948 أم طفل هزيمة 1967؟ أم طفل المنفى؟ أم طفل أوسلو؟ وهنا أردت التمييز بين هذه الأماكن الجغرافية، فانتابتني حيرة أكبر؛ هل هذه الطفولة متشابهة في الوضع الاقتصادي والاجتماعي؟ وهل والد الطفل في قطاع غزة والضفة الغربية الذي يتقاضى في المتوسط راتباً شهريا" 1200 شيكل اي ما يعادل (ثلاث مائة دولار أمريكي) لا يستطيع توفير دفتر مدرسي جيد؟ فكيف يستطيع هذا  الأب توفير جزءاً من الميزانية - المسُتَلِبة لتكاليف الحياة - لشراء كتاب أو قصة لأطفاله؟

 

   وهل الطفل العربي في إسرائيل يحتاج إلى ما يحتاجه الطفل في دولة فلسطين؟

   إن ثقافة الطفل الفلسطيني  - عموماً - هي ثقافة ذاكرة بالدرجة الأولى، وينبغي تأليف مجموعات قصصية وقعت أحداثها بالفعل، أو يتخيلها الكاتب في المدن والقرى الفلسطينية  المدمرة ؛ مثل المجدل، يبنا، حمامة، أسدود.. الخ. حتى تبقى في الذاكرة.

 

   والأمر المُحزن أيضاً الذي واجهني أثناء البحث للكتابة، هو خلوّ المكتبات العامة والخاصة من كتب تدرس أدب الأطفال، فعندما دخلت إحدى المكتبات العامة (مكتبة رشاد الشوا) للسؤال عن كتب للأطفال، ابتسم الموظف وكأنه يسخر مني... حتى في مكتبات الجامعات لم  أجد أكثر من كتابين أو ثلاثة في كل مكتبة، وهذا له دلالته في عدم الاهتمام بالطفل ومكانته في المكتبة العربية في جامعاتنا ومؤسساتنا التربوية والتعليمية.

 

   إن الطفل ينهل - عادةً - من ثقافته الخاصة والعامة، والمقصود بالبيئة بالدرجة الأولى هي الأسرة، ولهذا أرى أن نتوجه إلى أسرة الطفل وخاصة والديه لتعريفهم بأهمية أدب الأطفال في بناء شخصية الطفل.

 

   صحيح أن عدداً كبيراً من القصص صدرت للأطفال، وأن هناك اهتماماً زائداً بكتب الأطفال على مستوى الوطن العربي كله، وقد نفترض أن هذا العدد تضاعف مرة أو مرتين، فإن مجال المقارنة ما زال بعيداً عن حاجة الطفل الفلسطيني، لأن العناية الجديدة بأدب الأطفال - من بعض جوانبها - كما نريد عناية علمية، تتيح للتجريب العلمي فرصة المساهمة في بناء الصرح الجديد، سواء كان هذا التجريب العلمي تربوياً أم فنياً أم تكنولوجياً. وما صدر في فلسطين من قصص للأطفال لا تلبّي هذه الرغبات، فقد أصدر اتحاد الكتاب الفلسطيني منذ إنشائه في نهاية الثمانينيات ثلاثين قصة فقط للأطفال(4 ) وتمّ طبع القصة الواحدة لمرة واحدة وبنسخ محدودة لا تتجاوز المئات، فهي غائبة عن متناول يد الطفل الفلسطيني.

 

   وكذلك إذا تصفحنا كتاب فهرست اتحاد الكتاب الفلسطينيين الصادر في القدس عام 1995 م، نجد أكثر من ست مائة عنوان، منها ثلاثة عشر عنواناً فقط للأطفال، وهذا يعني أن نسبة الإبداع للأطفال لا يتجاوز 2 % علماً بأن عدد أطفال فلسطين يزيد على 56 % من العدد الكلي للسكان في بلادنا فلسطين.

 

   ومن الإصدارات التي وقعت تحت أيدينا في أدب الأطفال هي:

 - أصدر مشروع الإعلام والتنسيق التربوي برام الله، كتاب (نسمع، نلحن،نعزف) وهو كتاب مترجم ، سيء الطباعة، عديم الألوان، سيء المونتاج، غير مغر للطفل بالمتابعة فيه.

 

- أصدر المركز الوطني للمصادر المتجددة كتاباً بعنوان (مصادرنا المائية والمحافظة عليها)، وهو جيد في حواره، وصوره، لكن يحتوي على مصطلحات علمية وفنية قد تفوق مستوى الطفل، وإن كانت جيدة.

 

- أصدرت الهيئة الفلسطينية لحقوق المواطن، كتاب (حقوق الطفل الفلسطيني، رسوم وأفكار). وهو جيد، فيه خصوصية للطفل الفلسطيني، مطالباً بحريته، متحدثاً عن حقه في الحياة في وطنه، كباقي أطفال العالم ، وعن الاحتلال وسلب حرية الطفل.

 

- أصدرت مؤسسة تامر سلسلة التعليم الإبداعي بأسلوب غير مشجع للأطفال، مثل: (نخلة الشبر بحب الكتب)، بأسلوب تربوي مفيد.

 

   وإننا في فلسطين نُعاني من عدم وجود مجلات خاصة للطفل، على غرار ما يصدر في الوطن العربي، مثل (سعد) الكويتية، و(عرفان) التونسية، و(الصبيان) السودانية، و(سمير) و(ميكي) المصريتان، ومجلة (الهدهد) اليمنية، و(أسامة) السورية، و(ماجد) العربية(5 ). وسمعت أن مجلتين تصدران في حيفا باسم(الحياة) و (العصافير) بإدارة الأستاذ محمد بدارنة، وهو يشرف أيضاً على دار للنشر خاصة بالطفل، لكن يبقى هذا له محدوديته داخل أرض 1948 دون وصول هذه الأعمال إلى أراضي دولة فلسطين.

 

   تعتمد هذه المجلات في أغلبها على الترجمة من المجلات الأجنبية، وهذا يعني ضيق المساحة التي تُعطي خصوصية لكل قطر عربي، وما يصدر في فلسطين من نشرة أسبوعية خاصة للطفل ضمن الصحف اليومية، لا تتمتع بطريقة جيدة للعرض والمونتاج، والتصوير والألوان، ولا يستطيع الطفل الاحتفاظ بهذه النشرة الصحفية كما يحتفظ بالمجلة المتخصصة.

 

   لهذا نطالب وزارة الثقافة الفلسطينية، واتحاد الكتاب الفلسطينيين، العمل على إصدار مجلة دورية تعنى بشؤون الطفل الفلسطيني، وتُنمّي فيه أو تشبع الحاجات التالية:

 

   الحاجة إلى الأمن، إلى الحب، إلى الانتماء، وإلى التعبير، وإلى تحقيق الذات، والحاجة إلى المعرفة والفهم.

 

   أما أجهزة  التلفزة الفلسطينية؛ فيشعر المتلقّي لهذه الوسيلة الخطيرة غياب صناعة برامج لأدبيات الطفل الفلسطيني بصورة تكاد تكون

________________________

(4 ) كما أفادني الأديب زكي العيلة مسئول دائرة النشر في اتحاد الكتاب الفلسطيني - فرع غزة، في لقائي به بتاريخ 5 / 4 / 2000

(5 ) أحمد نجيب، أدب الأطفال، دار الفكر العربي، القاهرة 1991 ، ص 240 

 

كلية، وما يعرض من أفلام كرتون لمدة ساعتين أو ثلاثة يومياً، نلاحظ أنها بعيدة كل البعد عن واقعنا الثقافي والتربوي ، وهذا ينطبق تقريباً على معظم القنوات العربية، فأذكر _ شخصياً- أنني كنت أشاهد فيلم كرتون على شاشة تلفزة خليجية عام 1983 م، فظهرت قدما طفلة وقد انزلقت ملابسها، فثارت ثائرة رجال الدين، وتمّ إيقاف المسلسل في اليوم التالي... فنحن بحاجة إلى برامج تلفزة محلية تعطي الطفل الفلسطيني حقه المؤجل في الحياة، مهما كانت بسيطة في تكاليفها، فهي بداية الاهتمام بهذا الطفل المسلوب حقه.

 

   وأودّ  الإشارة هنا إلى وجود فروع جديدة خاصة لرياض الأطفال قد يملأ الفراغ الناشيء في مدارسنا ومؤسساتنا، بهؤلاء المتخصصين.

   ومن الإشكاليات التي يمكن مواجهتها في صناعة أدب الأطفال، أن سعر كتاب الطفل المنُتج في لبنان أو مصر نصف شيكل تقريباً، (أي ثُمُن دولار أمريكي)، وهذا بدوره يطغى على الكتاب المنُتج في فلسطين والذي يصل سعره أربعة أضعاف الكتاب المصري أي شيكلين (نصف دولار) أو أكثر للقصة الواحدة ذات الصفحات السبع.

 

   ثالثاً: وأرى أن أدب الأطفال في فلسطين يمكن له أن يتقدم، إذا تمّ وضع خطة بهذا الشأن، وأقترح التالي:                

     أ- إدراج جائزة أدب الأطفال ، ضمن جوائز الدولة التقديرية السنوية.

    ب - تلخيص الروايات الأدبية في فلسطين بحيث تشمل صلب الأحداث وغاية الرواية قدر الإمكان.

    ج - محاولة كتابة السير الذاتية لكبار المفكرين في فلسطين والوطن العربي لتكون مادة قصصية جيدة، ومثالاً يُحتذى به في ترجمة

           الحياة.

    د - جمع التراث الشعبي الفلسطيني وإعادة صياغته بما يتناسب وظروف الطفل الفلسطيني، وقد أسهم الأستاذ نمر سرحان في هذا

           المجال وأصدر كتاباً بهذا الخصوص، لكنه مطبوع في القاهرة، ولم نجد له نسخاً في أرض فلسطين.

  هـ - أن تحتوي القصص على مناهج الحرية والبيئة والتنمية والتطورات التقنية الحديثة، ومحاولة بثّ الروح في نفسية الطفل

        السلمية الفلسطيني ووعيه.      

  و  - تأسيس دار خاصة بالطفل للنشر والتوزيع، مدعومة من الدولة.

  ز - محاولة خلق أجواء طيبة للتفاهم بين الشعبين اليهودي والعربي، بل أطالب الأدباء في إسرائيل بإبداع قصص للأطفال تعمل

       على تحسين صورة العربي في ذهن الطفل والمجتمع الإسرائيلي، وسحب القصص التي تسيء للشخصية العربية من الأسواق. إذا

        أردتم لأطفالنا جميعاً أن يعيشوا حياة حرة كريمة.

  ح-  أطالب بإصدار بيان من هنا يدعو إلى احترام حقوق الطفل الفلسطيني، ومساعدته في إنشاء دولته الفلسطينية حتى يعيش

         بكرامة وأمان، كما يعيش باقي أطفال العالم. ويتضمن هذا البيان الإفراج عن أولياء أمور أطفال فلسطين المعتقلين في السجون

        الإسرائيلية، حتى نُعطي الطفل الفلسطيني الثقة بعملية السلام.لأن الأطفال هم الجيل الذي يمكن أن يعيش بدون حروب وضغائن

        إذا أردنا ذلك.          

 

                                                             المراجع

         

          1 - حسن شحاتة، أدب الطفل العربي، الدار المصرية - اللبنانية، ط 2 ، 1994 م.

     

         2 - عبد التواب يوسف، الطفل العربي والأدب الشعبي، الدار المصرية - اللبنانية 1992 م.

 

        3 - د. محمد إبراهيم حور، الطفل والتراث، الشارقة، وزارة الثقافة، 1993 م.

 

       4 - فهرس اتحاد الكتاب الفلسطيني عام 1995 م ،القدس.