كلمة البروفسور أدير كوهين  

 

في هذه الايام عندما يصبح الحوار مكثفا اكثر من ذي قبل - خلال محادثات السلام - فلأدب ألاطفال اهمية خاصة

السلام  قد يوقع بين رجال السياسة ولكن السلام الحقيقي يبدأ من أدب ألاطفال.

- كيف يمكن ان يلتقي "اولاد حاسمبا" كتاب المغامرات العبري الملي بالاراء المسبقة عن العربي.

كيف سيلتقي اولئك مع اولاد الانتفاضة بعد هذه الفترة الطويلة من التربية المعادية في كلتا الطرفين؟

التفاهم الانساني يبدأ في أدب ألاطفال، واللقاء بين البشر هو اللقاء الحقيقي الذي يتم في ادب الاطفال

اقتبس من كتاب "اولاد الحرب" لكاتبة عبرية رسم بريشة يجئال توماركين المعروف بلوحاته التي تبرز السلاح الذي اصبح مزماراً:

حيث يسكن الذئب مع الكبش

قال احدهم بشكل فكاهي ساخر بأن الكبش يسكن فعلا في بطن الذئب.

هذه نظرة معينة للنص

ولكن دعونا نحن ننظر من زاوية انسانية الى هذا القول النبوي.

 يجب ان ننظر اليه كتعبير وتجسيد عن الحياة نفسها - فهي بذلك ليست سهلة، كما يظن البعض خطأ.

إذا سلمنا بأن كل واحد منا هو قصة كما يقول بعض المفكرين، فمن هو الذي يحكي هذه القصة.

فهل كما قال شكسبير: " القاص هو الأبلة" ؟! كلا! إنه قول رمزي مأساوي لمسؤلية الاهل الذين يوجهونا كل لحظة في حياتنا وكأنهم يعرفون ما هو الأحسن للأطفال.

ابتزاز عاطفي: هذا هو المصطلح النفسي الذي يلائم هذا التوجه الذي للوالدين وهما يظنان انهما يريدان الأحسن والافضل لأطفالهما . وهنالك مثال: للكاتب الساخر إفرايم سيدون الذي يحكي عن الام التي كانت تهدد ابنها عندما لا يريد الأكل..

إذن:  هذا  الأبلة الذي يريد  أن يربينا  هو ليس فقط المربي الأول - الأهل... بل هو كل سلطة تظن أنها تريد الأفضل وتفرض سلطتها علينا .

فأعود إلى كتاب "أولاد الحرب".

المثال 1 : قصيدة تحكي عن لقاء خيالي بين يهودي وفلسطين.

فلسطيين -

 

عاد الى الهضبة القاحلة

حيث كانت قريته

ثلاثين عاما بعد الخراب

 

وأنا فكرت عن عين شيمر

حيث ولدت وترعرعت

رأيت ابني بعد اثنتي وثلاثين سنة

وقف...

 

وهي تحكي عن المنفيّ - اليهودي والفلسطيني الذي خرب بيته وخربت قريته.

لا يمكن أن نتضامن مع هذه القصيدة إلا إذا احسسنا بشكل عاطفي عميق بالشعور بالمنفى

التعاطف والتماثل مع القصيدة

 

* قصيدة ثانية عن أطفال إل "آر بي جي"

تحكي عن لقاء بين جندي اسرائيل وبين طفل لبناني مع سلاح إل آر بي جي الذي يطلقه على مدرعة الجندي الاسرائيلي الذي يصيبه ويقطع يده. فما كان من هذا الجندي إلا أن يقترب من الطفل ويطلق الرصاص عليه ويرديه قتيلا.

وهذا الطفل القتيل كان يلاحق الجندي في كل مكان -

هذه معاهدة دم بين الاحياء - يجب ان نحمل إدراك الحزن والحداد.

أستاذي الكبير مارتن بوبر تحدث عما اسماه  "الشر الذي لا مهرب منه" - وقال علينا ان نصنع من هذا الشر جرحاً نحمله في داخلنا - ويجب ان نحذر من تحويله الى ايديولوجية. يجب أن يكون إدراكاً للشر - وأن نحمله شريطة أن نمكن لهذه العاطفة البريئة في داخل الطفل أن تنمو في مجالات أكثر سلاماً وأقل حزناً...

 

سؤال البراءة التي يجب أن نبنيها في بداية الطريق تفتح امامنا طريقاً واعداً اهم بكثير من كل الطرق السياسية وهي طريق التفاهم والحوار...

 

المكان الذي تتكون فيه التجارب الإنسانية هو بلا شك داخل ألادب الأطفال.

والتي تمكننا اولا ان نبتعد قليلا عن هموم الحياة اليومية.

والسؤال هو كيف تأخذ نفسك وتبتعد...

جبران خليل جبران يذكرنا بأن الأطفال ليسوا  لنا  بل هم ابناء الحياة.

وابناء الحياة: معناها الكبير هو  أن يبتعدوا عنا - وألا يواصلونا كما نريد لهم.

في أدب الأطفال يجد الطفل نفسه ويحقق ذاته بشكل حر مستقل - بشخصية مطمئنة هادئة ... فالأدب لا يعطي الإجابات ، بل العكس هو الصحيح - إنه يدخل الطفل إلى عالم من التساؤلات... والتي هي اساس كل بداية إبداعية سواء أكانت في العلم أو في الفنون.

 

                                                                                      ترجمة فورية: د. نعيم عرايدي