ما هو الأدب ..؟؟!  - زكريا أبراهيم العمري

 

هل يوجد عندنا أدب للأطفال..؟؟

 

   للإجابة على هذا السؤال لا بد من أن نوضح معنى كلمتي "أدب" و "طفل" ثم نحاول تحديد موضوع "أدب الأطفال".

  المراد بالأدب اليوم أمران: فن الكتابة والآثار التي فيها ذلك الفن، ومن ثم يمكننا تحديد الأدب بقولنا "الأدب هو مجموعة الآثار المكتوبة التي يتجلى فيها العقل الإنساني بالإنشاء أو الفن الكتابي، ولم يعد الأدب رصف ألفاظ أو حشد أفكار، بل فناً يحسن فيه الإنسان التعبير عن تفكيره ويعبر عن الخواطر، والمشاعر النفسية، ويسهم في معركة البناء، وذلك يكون صورة ناطقة لحياة الأفراد والأمم.

 

   والأدب بصورة عامة قسمان: شعر - وأدب

- أما الشعر فقد يتناول القصة والوجدان والتمثيل والتعليم.

- وأما النثر فقد يتناول التاريخ والخطابة والقصة والتعليم والرسائل والمناظرات والجدل ، وقد يكون مسجعاً أو مرسلاً.

واليوم ، وقد تقدم أدب الأطفال تقدماً واسعاً، وارتفعت نسبة الكتب الموجهة للأطفال والكتب المؤلفة عن الأطفال، واهتمت صحف الراشدين من القراء الصغار، وتعددت مجلات الأطفال، واهتمت صحف الراشدين،ومجلاتهم بنشر الحكايات والقصص الأطفال، وحددت زوايا وأبحاث في الإذاعة والشاشة  الصغيرة للأطفال، وعقدت المؤتمرات العديدة حول "أدب الأطفال".

 

   وتعتبر الفنون كالرسم، والتصوير ، والنحت، والتمثيل، والموسيقى، والغناء والرقص، والأدب مصدر من مصادر التربية وتذوق الجمال وتنمية الخيال.

 

   والقصة فرع من فروع الأدب عرفته الشعوب قاطبة، وتناقلته الأجيال بصورة شفهية في بداية الأمر، حيث كان الرواة والقصاصون يسردون على مسامع الكبار في أوقات فراغهم، وفي ليالي سمرهم حكايات الأبطال والآلهة والعفاريت، ويمزجون بين الخرافات والأساطير وأعلامهم.

ولصوغ القصة الموجهة للأطفال والفتيان لا بد اتباع بعض القواعد، وأهم هذه القواعد :-

1 - التوازن بين مراحلها، أي عدم الإسراف في المقدمة ، وعدم المبالغة في عرض العقدة، وعدم تأخير الحل، ومراعاة النسب بين هذه

      المراحل.

2 - المحافظة على وحدتها الفنية وترابط عناصرها كي لا يلاحظ القارىء فيها شيئاً من التناقض والتعارض في الأفكار والإستقراط

      الطويل الممل.

3 - أن تكون الشخصيات فيها طبيعية وتطورها طبيعياً، وأن توضح أفعالها وأقوالها حقيقتها ، ويعني هذا ايضاً عدم تناقض الشخصية في

     أجزاء القصة ألا لأسباب معقولة.

4 - ألا تعرض الحوادث كلها في القصة عرضاً صريحاً بعبارة مباشرة إذ لا بد من التلميح أحياناً "بالأخص في كتب الكبار من الأطفال

    "فإن الطفل يجد متعة في البحث عن الألفاظ ومعانيها شريطة عدم الإكثار، فالإكثار يبعث على الملل.

5 - أن يكون الحوار طبيعياً لا تناقض فيه، وأن يقبله عقل القارىء.

6 - أن تتدرج في حوادثها حتى تحتفظ بانتباه السامع من دون ملل على ألا تخلو من بعض المفاجآت الممتعة.

ليس الهدف من أدب الأطفال والفتيان تربوياً وخلفياً أو تعليمياً دائماً إذ لا بدّ من تخصيص جانب للمتعة ولإنجاز أوقات الفراغ، ولا بدّ من إسباغ روح الخفة أحياناً عليه، وذلك بجعل القصة جذابة، والمتعة والخفة أمران مفضلان يتابعهما الناشئون بلذة وسعادة لأنهما يبعد عن الواقع اليومي الممل.