كلمة ترحيب - لبنى صفدي

 

   أرحب بكم جميعاً باسم أعضاء إدارة مركز أدب الأطفال، وأتمنى لكم مشاركة فعّالة ونقاشات مثمرة في باكورة مؤتمراتنا في هذا المركز، الذي انبثق منذ فترة ليست ببعيدة، إذ قررت إدارة الكلية إقامة مركز لأدب الأطفال في بداية السنة الدراسية الحالية إلى جانب مراكز ثقافية وعلميّة أخرى تسعى إلى خدمة القارىء العربي وتطوير دور المعلم الذي تعده الكلية لتربية الأجيال القادمة.

واسمحوا لي أن أقدم لكم نبذة عن مبنى هذا المركز ونشاطاته:

 

   يدير المركز الدكتور نعيم عرايدي بتوجيه من هيئة إرشاد برئاسة الدكتور نجيب نبواني، وتضم الهيئة ممثلين عن جميع أقسام الكلية. يقوم المركز منذ تأسيسه بإنتاج وإصدار كتب ملائمة لجميع مراحل الطفولة، وبإعداد برامج ونشاطات متنوعة: كإقامة أيام دراسية ودورات استكمال ومشروع مكتبات صفّيّة لتشجيع القراءة، ولقاءات بين المبدعين، وتشجيع الفنانين على تقديم رسومات لكتب الأطفال. ويسعى المركز جادّا للنهوض بأدب الأطفال في هذه البلاد.

 

   إن مؤتمرنا هذا هو ليس المؤتمر الاوّل الذي يقيمه المركز فحسب بل المؤتمر الاوّل لأدب الأطفال الذي يعقد في البلاد في بداية الألفية الثالثة. ونرى في انعقاده بداية واعدة ورؤية مستقبلية متفائلة، من خلال التركيز على الأبعاد الجديدة التي تبنّاها أدب الأطفال العربي عامّة، وفقاً لمتطلبات العصر الجديد، كالاهتمام البالغ بالطفل العربي باعتباره إنسانا متكاملا، غير منتقص الحقوق والإمكانات، والحرص على تناول قضايا الطفل وحقوقه. ولخدمة هذه الغاية، نحاول أن نوجه أدب الأطفال في اتّجاهات وجدانيّة تتناول تجربة الطفل ، ممّا يرفع من قيمة  أدبه، ليتحول من مجرد حكاية شعبية وإنتاج تربوي ويرتقي إلى مصافّ الآداب السامية التي تعبر وتعكس ميول الأطفال المختلفة ومستويات تفكيرهم ومواقفهم من الحياة، لا سيّما أنهم يعيشون في عصر العولمة والمعلوماتية ووسائل التكنولوجيا المتطورة، وفي مقدمتها شبكة الإنترنيت التي تمكّن نشر المعلومات وإتاحتها لكل راغب.

 

    لا يمكننا أن نبقى شعوبا استهلاكية، تنظر مكتوفة الأيدي، لا تشارك في التطوّر  والإبداع. فباستطاعتنا  عن طريق الأدب أن نجعل أطفالنا - رجال الغد - يشاركون في صنع المستقبل، ويجعلون شعبنا ندّا لشعوب العالم المتحضّر.

 

   إن الأدب الذي نرمي إليه هو أدب يهيء أطفالنا ويتيح لهم التفاعل مع ثقافات أخرى، ومواكبة التحديث في هذا العالم المتغيّر.

   وفي المقابل علينا  ألاّ  نهمل تراثنا الغني الذي قدّم للعالم ذخائر العلوم والآداب التي اعتبرت أساس النهضة الحديثة، ويمكن الإشارة، على سبيل المثال لا الحصر، إلى مؤلفات ابن سينا وابن الهيثم والغزالي وابن رشد وابن خلدون كلّ في مجاله، بالإضافة إلى كتاب " ألف ليلة وليلة " الذي ترك أثراً ملحوظاً في أدب الأطفال الغربي بما يحتويه من قصص شيّقة وخيال رائع وصور جمالية وأسلوب متميّز.

   وأود أن أشير إلى الواجب السامي الملقى على عاتقنا في هذا العصر نحن - العاملين في مجال أدب الأطفال- واجب توجيه هذا الأدب ليجمع بين الأخذ بوسائل التحديث والتراث القديم، مؤكّدين على أهمية إلمام الطفل بالأدب المترجم  وبالأدب الموضوع باللغة العربية على حدّ سواء.

  

 هذا ما نتوخاه من خلال فعّالياتنا في هذا المركز، ونسعى دوما لنقدّم كل ما هو جديد ومبتكر من أجل توسيع مدارك الطفل العربي، لتتحقّق وتكتمل النهضة في أدبه، وترتسم صورة مبشّرة بالخير للإطلالة على المستقبل الواعد مع بداية هذا القرن.

وأخيرا اتمنى لكم الحوارات وأغنى النقاشات،

وأهلا بكم جميعا.