التحديات الثقافية المعاصرة وتنشئة الطفل العربي -  د . عبد المنعم نافع

 

مقدمة :
يشهد الواقع العربي المعاصر إشكالية ثقافية نظراً لما تموج به الساحة من تحديات على مختلف الأصعدة وفي مواجهة هذه التحديات طالعتنا العديد من الأطروحات والرؤى المتنوعة والمذاهب المتباينة بغية استشراق المستقبل وصياغة إستراتيجية ثقافية ومشروع فكري متجانس النسيج ومتسق مع نفسه ومتفاعل مع الآخر يصلح لأن يكون مشروعاً حضارياً يتلاءم ومتطلبات الحياة العصرية .
كما تعيش الأمة العربية والإسلامية في اللحظة الراهنة حدث ثقافي يتمركز في بؤرة شعور كل مثقف عربي ويأخذ بفكر وطموح الذات الثقافية العربية والإسلامية ، يتمثل ذلك الحدث في كون الرياض عاصمة للثقافة العربية عام 2000 وما ينطوي عليه ذلك من دلالات ومضامين تصب جميعها في طموح مفاده : الخروج باستراتيجية ثقافية عربية تدخل بها القرن الجديد تستلهم فيها ثوابت الأمة وتستوضح منهجية التعامل والتفاعل مع معطيات العصر وتنوع البيئات ، وتعيد للخطاب الثقافي العربي فاعليته التاريخية .
وفي هذا السياق يأتي هذا الطرح ليتناول أبرز التحديات العصرية التي تواجه الثقافة العربي وما أسفرت عنه في الواقع وربط ذلك ببناء الإنسان العربي ، وتنشئة رجال الغد / أطفال اليوم وفق ما تلح عليه دنيا الحاضر وتمليه حاجات المستقبل وتحفز نحوه عبر الماضي ودروسه .
وحيث أنه مستقر في يقين العالم المعاصر أن المعرفة وإبداع الإنسان وخياله وحسن عزيمته هي الموارد التي تنال الاهتمام الراهن في جهود التنمية الثقافية والاجتماعية والاقتصادية فلقد أدى ذلك إلى تنامي الإدراك بضرورة إعطاء أولوية بارزة لتكريس ثقافة التنمية وتوفير قدر ونوع ملائم من التعليم على أن يتم ذلك منذ السنوات الأولى في حياة الطفل لأنها اللبنات الأولى في تشكيل الأساسي القوي طيلة حياته ، ويتم خلالها رسم ملامح شخصيته ، فهي القاعدة الأساسية لتكوين البذور والجذور .
وفي الوقت الذي تكثف فيه الدعوات وتتزايد فيه الآمال لانطلاق التنمية العربية من استراتيجية واضحة تنطوي على مجموعة من المفاهيم التي تدعمها ، تواجهها مجموعة من التحديات الثقافية تلقي بظلالها على سبل التنشئة وتقتضي أبعاد ومقومات أساسية لتنشئة الطفل العربي . فما هي أهم التحديات الثقافية المعاصرة ؟ وما أثرها على الخطاب الثقافي العربي ؟ وما أهم الأبعاد والمقومات الأساسية لتنشئة الطفل العربي في ظل تلك التحديات ؟
أولاً : التحديات المعاصرة:
منذ عشية القرن الواحد والعشرين تتركز المناقشات ويتكثف الفكر نحو المستقبل ، وعلى الرغم من دعوة التقدم العلمي إلى التفاؤل بمستقبل أفضل للمجتمع الإنساني إلا أن التفاوت الحاد بين المجتمعات والتفاوتات الإقليمية داخل المجتمع الواحد ينذر بكم من المخاطر الحقيقية ، وفي هذا السياق تشير الكتابات وتؤكد قرائن الواقع على كثرة المتغيرات العالمية والمجتمعية المعاصرة المعاصرة التي تلقي بظلالها على التعليم والتنشئة بكل أبعادها وتتدافع تأثيراتها على كيفية إعداد رجال الغد / أطفال اليوم ، وتتمثل هذه التحديات فيما يلي : ـ
1ـ التحديات العالمية : وتتمثل في تلك المتغيرات العالمية التي تشكل محيطا عالمياً معاصراً ينعكس على تنشئة الإنسان وبنائه في الأمة العربية كما ينعكس على غيرها من الأمم ، ومن أهم هذه المتغيرات :
1/1 التقدم العلمي والتكنولوجي الذي يعد أحد أبرز الملامح المعاصرة والمستقبلية للعالم والتي تمتد تأثيراته ونتائجه إلى جميع مجالات الحياة ، وخاصة التقدم الذري وتعدد مجالات استخدامه السلمية والعسكرية .
1/2 تقدم نظم الاتصال وخاصة بعد استخدام البصرية في منظومات الاتصال التي ساعدت على نقل المعلومات بكثافة عالية وبسرعة الضوء فضلاً عن الأقمار الصناعية التي أدت إلى زيادة الكمية والنوعية في نقل المعلومات مما يؤدي إلى تغيرات جوهرية في مفاهيم التنشئة والتعليم لتكون قادرة على التعامل مع معطيات ثورة الاتصال وفي نفس الوقت الحفاظ على الهوية الثقافية .
1/3 الحاسبات التي تم توظيفها في مجالات عدية تجاوزت تخزين المعلومات إلى التنبؤ بنتائج التجارب العلمية في الطب والزراعة وغيرها ، وتحليل الظواهر العلمية وتشخيص الأمراض وتسجيل البيانات الطبية ، والتنبؤ الوراثي واستغلال الموارد والتنبؤ بها وتوظيفها (1)
1/4 التطورات المتميزة في البناء الأكاديمي والاستراتيجيات الجديدة في توزيع وتنويع المعرفة ونظم المعلومات الحديثة ووفرة المعلومات المستخدمة ومحاولة وضع هذه المعلومات في صورة استثمارية لخدمة النشء واستخلاص المؤشرات التي تساعد على اختيار أفضل البدائل في نظم الإعداد والتكوين (2) .
1/5 تقدم علم الهندسة الوراثية والإخصاب المعملي وبتوك الأعضاء مما يتطلب إعادة صياغة المفاهيم والقوانين الأخلاقية إضافة إلى زيادة التطور النووي مما يؤدي إلى تغيير الأفكار الخاصة بالأمن وكثافة حركة السفر (3) .
1/6 العولمة : الكوكبية الكونية أو الأمركة والأوربة ـ تسميات مختلفة لتلك التظاهرة العالمية المعاصرة ، وثمة خلاف سائد في فقه اللغة العربية ومنابر الفكر حول تسميتها ، وأيا كانت التسميات فإنها ترجمة لمصطلح ( Globalization ) الذي يشير إلى أنها " عملية تحول تكنولوجي واقتصادي واجتماعي وثقافي تقلل التوازن الداخلي للأقاليم عامة وللدول في حد ذاتها وهذه العملية تدعم نظاماً معقداً من العلاقات المتبادلة المحكمة التي تحل فيها شبكات الاتصال محل الأقاليم ، وتصبح الدولة فيها مجرد نظام بيروقراطي يعمل لتحسين الأداء الاقتصادي والتنافس التجاري .
وبرزت العولمة اقتصادياً من خلال اقتصاديات دول العالم ، وتوحيد الأسواق ومناطق الانتاج وتدويل معايير الأداء ومفاهيم الإدارة الاقتصادية وسهولة انتقال رؤوس الأموال والتكنولوجيا وشبكات المعلومات عبر الحدود السياسية (4) .
ونتج عن ذلك مجموعة من الاتفاقيات العالمية والدولية ليس في مجال الاقتصاد فقط بل شملت الميادين العسكرية والمالية والتربوية والنظم الإقليمية .. وتعددت النظم والمجالات والتكتلات التي تعمل جميعها بصيغ كونية واحدة ومحاور عالمية (5) ، وصار العالم كله يدور في نظام اقتصادي عالمي واحد تتجسد أبرز معالمه في تلك الشركات الاقتصادية العملاقة عابرة القارات فضلاً عن ظاهرة التقسيم العالمي للعمل بين شمال ينتج ويصنع ويصدر ويزداد غنى وقوة ، وجنوب يستخرج ويتملك ويستورد ويزداد فقراً وقهراً(6) .
فالعولمة الاقتصادية بهذا الشكل إطار ظاهره فيه الشراكة وجوهره يرتكز على التنافس المتمثل في المعايير القياسية العالمية والقدرة الإنتاجية والإبداع في تجويدها وتحسينها وتسويقها ، ومن ثم تزايدت أهمية تنمية الموارد البشرية كعنصر أساسي ليس للتنمية الاقتصادية فقط بل أيضاً للقدرة التنافسية الدولية وتعد التنشئة والتعليم شكلين أساسيين من أشكال الأصول المستجدة التي تنتج أساساً أكثر قابلية للاستمرار في المنافسة لأنه من الأصعب على المنافسين أن يحاكوها وهي تسهم بعناصر خارجية إيجابية في صورة رصيد متزايد من الأفكار والمعلومات والقدرات الإبداعية وتتيح إمكانية التجديد والتحسين المستمرين فضلاً عن القيم والمواقف وأنماط السلوك التي لها دور جوهري في تحديد سرعة وشكل التنمية الاجتماعية والاقتصادية (7) .
كما أدى التطور العلمي والصناعي والاقتصادي والمعلوماتي إلى وجود عالم موحد ، وفرض احتكاكاً واتصالاً مباشراً بين كافة الأمم والحضارات التي كانت تمثل كيانات ثقافية مستقلة في الماضي ، وبات من المحتم أن ينظر البشر إلى مشكلاتهم في إطار ثقافي واجتماعي وقيمي عالمي فهل ستنجح العولمة في إزالة الحدود والفواصل الثقافية كما نجحت في إزالة الحدود الطبيعية والجغرافية ، وهل سيصاحب تلك الوحدة الجغرافية التي فرضتها ثورة العلم ، ونظم الاتصال وحدة في المفاهيم والقيم ؟ أم ستزداد تلك الهوة السحيقة التي تفصل بين عقول البشر ومكنونهم نظراً لاختلاف عقائدهم وخلفياتهم الفكرية والثقافية وواقعهم الاجتماعي والحضاري المعاش ؟ وما موقف العولمة من الحساسيات التاريخية بين الأمم ؟ وهل العولمة التي تصنع الآن على أيدي عباقرة العلم والصناعية ستمكنهم من تجاوزهم لذواتهم في الصلة بالآخرين وفي تفهم وتقبل الثقافات الأخرى ؟ .
إن الاندماج العالمي بين المتقدمين والمتخلفين من الدول الذي جعل من العالم قرية كونية وأيدلوجية واحدة سيترتب عليه حركات يدركها الجميع الآن ـ وخاصة في جنوب العالم ـ مقتضاها التخوف من ذلك الاندماج برد فعل من أبناء المجتمعات الأضعف كمقاومة لإثبات الذات الثقافية " (8) .
وإذا كانت العولمة وما انطوت عليه من معايير الشراكة والتنافس والتكتلات واستراتيجيات التحالف الدولي وما اعتمدت عليه من مقومات كالثورة العلمية والتكنولوجية وتقدم نظم الاتصال والانتقال واستخدام ذلك في مجالات الصحة والدفاع والتعليم والفضاء ، واتساع دائرة الديموقراطية وحقوق الإنسان ـ قد أدت إلى إزالة القيود المحلية في أغلب الدول ، والاتجاه العالمي نحو الخصخصة ، والاتفاقيات التجارية التي أدت إلى فتح الأسواق في معظم أجزاء العالم والتدفق السريع للبضائع والأفكار بين الدول .فإلى أي مدى يمكن أن تؤثر على المفردات الثقافية؟
إن سبل تكيف النشء مع تطور المجتمعات ومع العالم المعاصر تشير إلى أهمية البحث في السياقات الفكرية والاجتماعية والتنموية التي يحدث فيها هذا التكيف وكذا العلاقات التفاعلية بينه وبين الجماعة بما يعكس المكانة المحددة للطفل في ذهنيات المجتمع بكافة أطرافه .
ثانياً : أثر هذه التحديات على الخطاب الثقافي العربي
يتضح انعكاسات هذه التحديات على الخطاب الثقافي العربي من خلال ما توضحه النقاط التالية : ـ
تناقض نماذج الفكر المطروحة للإصلاح : يتربع على الساحة العربية نماذج فكر متنوعة كمشروعات للإصلاح والتعامل مع تلك التحديات التي يشهدها الواقع العالمي المعاصر بحثا عن مكان في القرن الحالي ، وتأتي تلك المشروعات الفكرية والثقافية المطروحة كنتيجة للتحولات الجذرية التي يتعرض لها المجتمع الإنساني والثورات العلمية والصناعية من جهة وعلاقة بناء الإنسان وتنشئته بجذور ثقافية وأعراف وتقاليد وموروث اجتماعي .
وتتمثل هذه النماذج في تلك الرؤى والأنساق الفكرية التي تشكلت عبر ظروف سياسية واقتصادية واجتماعية ودينية معينة ، يحكمها الصراع ونفي كل طرف للآخر من منطلق أنه الأصلح لبناء الإنسان العربي في العصر الحاضر ، وإذا كان الخطاب الجمعي للمجتمع في فترة ما هو تعبير عن الحاجات الحضارية المرحلية لهذه الفترة كركيزة لأسس البناء وأبعاد التنشئة وتوجيهاتها فإن الخطاب العربي المعاصر ينم عن خلاف يتجلى في تباين رؤى الفكر في مواجهة تلك التحديات العالمية المفروضة بدلا من توافر خطاباً جمعياً مبني على الحوار يقف على دراسة تلك التحديات واستشراف المستقبل ، وبناء الإنسان بما يتلاءم ومعطياته .
وعلى الرغم من أن المقاربة الحالية ليست معنية بتصنيف لتلك الرؤى وربطها بسياقاتها وجذورها فذلك موضوع آخر له محاوره فنياته المنهجية ، إلا أن مجرد المتابعة لمنابر الفكر والثقافة وتناولها لقضيتي العولمة والحداثة يبرز ما يلي :
أ ـ تناقض حاد في فهم تلك التظاهرة الثقافية العالمية : واستيعاب دلالاتها : فالعولمة في نظر البعض أيدولوجيا عدوانية تلقف كل الأيدولوجيات الأخرى وتلغيها ، بينما يراها البعض ظاهرة حضارية إنسانية ديموقراطية تسعى لتكريس حقوق الإنسان ، وعند فريق ثالث مؤامرة تنفذ باسم النظام العالمي الجديد من أجل السيطرة على العالم والهيمنة على مقدراته الاقتصادية والسياسية والثقافية بل موجهه ضد الإسلام بشكل خاص ، وعند جمع رابع هي ظاهرة تكنولوجية متقدمة تسعى إلى نقل الأمم من وضع حضاري إلى آخر أكثر تقدماً وسعي إلى توحيد الثقافة الإنسانية ، وعدها نموذج خامس محاولة لتهميش الإنسان ، إنسان العالم الثالث بالذات وإدخاله في عصر رق جديد وتكبيله بقيم استهلاكية تجعله عالة على الآخر الذي يسخره من أجل مصالحة ويفرض عليه قيمه (9) .
ب ـ قطيعة بين الحداثة الفكرية والمادية : تشهد الساحة الفكرية بشأن التحديث تناقضاً على المسار الفكري تعكسه ثلاث رؤى :
الأولى : رؤية تستخف بالتراث وتدعو للذوبان في ثقافة الآخر .
الثانية : رؤية تعيد قراءة التراث ليضيء طريق الخروج من الاشكالية الثقافية.
الثالثة : رؤية توفيقية أو تلفيقية .
وإذا كان الخلاف قائماً حول تحديث العقليات وكيفيته ، فإن الأطراف الثلاثة تجمع على الحداثة المادية التي تكمن في استيراد التكنولوجيا .
وإذا كانت رؤى الفكر المحملة بهموم الثقافة والمعنية بطرح مشروعاتها في المستقبل يسودها التناقض والصراع ، وإذا كانت المفاهيم التي يجب أن ينشأ عليها الطفل العربي تختلف باختلاف منطق التناول في كل هذه الرؤى فما تأثير ذلك على استيضاح فلسفة تربوية ملائمة للطفل العربي ؟ وما مدى انعكاساتها على جميع الأطراف المشاركة في عمليات التنشئة ؟
وأيها أكثر تجسداً في الفكر التقليدي المغروس منذ مئات السنين في العقلية الجماعية ؟ وهل يدعم ذلك التناقض أشكال الأغتراب المتنوعة والمتمثلة في فقدان القوة والمعنى والنموذج المادي والمعنوي بل والاغتراب الذاتي ؟
إن من أهم ما تواجه به تنشئة الطفل العربي حالياً هو طرح مفهوم أعمق وأوضح لتعقيدات المجتمع العصري والمشكلات التي يفرزها وتأثيراتها المباشرة .
فإذا أضيف إلى التحديات العالمية والعربية ذات العلاقة بالتنشئة وتكوين الطفل ، المشكلات المجتمعية التي تتجسد في الزيادة السكانية ، والإصطلاحات الأساسية المقترحة والتغيرات الجوهرية في البيئة الاجتماعية والاقتصادية داخل كل مجتمع ومواجهة متطلبات الاستثمار وزيادة طموح الأفراد في الريف والحضر وزيادة الطلب على التعليم ، وارتفاع الكلفة وانخفاض الميزانيات ، التي تنعكس بشكل مباشر على التعليم بكل أشكاله ومراحله وتظهر بصورة أوضح في ترجمة هذه التحديات إلى أبعاد أساسية وأنسقة قيمية ، ونظم فعاله في بناء النشء وتكوينه منذ البداية ليتمكن من مواجهة هذه التحديات والتعامل مع معطيات العصر .
فما الأبعاد والمقومات الأساسية لتنشئة الطفل العربي في ظل هذه التحديات ؟
هذا ما تجيب عنه الدراسة في المحور التالي ...
ثالثاً : الأبعاد الأساسية لتنشئة الطفل العربي :
تؤكد التحديات التي أشارت إليها الدراسة آنفاً أن الحياة العصرية تزخر بالمميزات والمشكلات أيضاً ، وتتمثل مهمة مؤسسات التنشئة والتعليم في نقل أفضل ما في المجتمع للأجيال المقبلة كما يتعين عليها تهيئة الأطفال لمواجهة المشكلات التي ستقابلهم في مرحلة الكبر.
وحيث أن مفهوم التنشئة الاجتماعية هو " العملية التي يتم بها انتقال الثقافة من جيل إلى جيل ، والطريقة التي يتم بها تشكيل الأفراد منذ طفولتهم حتى يمكنهم المعيشة في مجتمع ذي ثقافة معينة ، ويدخل في ذلك ما يلقنه الأباء والمدرسة والمجتمع للأفراد من لغة ودين وتقاليد وقيم ومعلومات ومهارات (10) ، ومن ثم فهي تهدف إلى إكساب الأطفال أساليب سلوكية معينة ودوافع وقيم واتجاهات يرضي عنها المجتمع الذي يعيش فيه الفرد بحيث تشكل طرق تفكيره وأنماط سلوكه وحكمه على المعاني والأشياء (11) .
وفي الوقت الذي تتكثف فيه الدعوات العالمية إلى ضرورة تنشئة الأطفال على قيم تتمشى وطبيعة العصر وتؤكد على أن التعليم ومؤسسات التنشئة تفشل في مهمتها إذ لم تستطع إنتاج مواطنين تمتد جذورهم في ثقافتهم الخاصة ، وملتزمين بتقدم المجتمع وتنمية القدرة على التكيف مع الاتجاهات العالمية والمجتمعية الجديدة التي تتسم بالحركة وفي هذا السياق تسعى الجهود المبذولة على الساحة العربية والمتمثلة في المحافل العلمية والندوات والمؤتمرات المعنية بواقع الثقافة العربية والآفاق المستقبلية للتنمية والإصلاح إلى وضع الاستراتيجيات الهادفة إلى تجاوز التجزئة الثقافية العربية ، وكيفية تجسيد الوحدة الثقافية واقعاً حياً على الأرض العربية ، وبلورة الذات المبدعة التي تحفظ الهوية وتتجدد حضارياً وفكرياً ، وفي هذا الصدد أكدت التوصيات على ضرورة إعادة صياغة دور المؤسسات التربوية لتهيئة الناشئة للمستقبل من خلال (12) :
1ـ تعميق الهوية والانتماء الوطني
2ـ التربية الدينية
3ـ تكامل وحدة الأمة من خلال تكامل الثقافات الجزئية.
4ـ تكوين جيل من العلماء .
5ـ تعميق عمليات التفكير عامة والتفكير الإبداعي خاصة .
6ـ العمل الجماعي والحوار الهادف .
7ـ تمكين الفرد من التكيف مع معطيات القرن الحادي والعشرين .
8ـ إكساب الفرد سلوكيات الديموقراطية من الحوار والتفاوض والمناقشة ، وتنمية روح المشاركة .
9ـ تنمية القدرة الإنتاجية .
10ـ اكتساب المهارات الأساسية وربط المعلومات النظرية بالتطبيقات العملية .
11ـ توفير مقومات الصحة والسلامة النفسية والبدنية .
12ـ التعامل مع ثورة المعلومات وتكنولوجيا العصر .
13ـ تنمية القدرة على تحليل المعلومات واتخاذ القرار .
14ـ المرونة والاستجابة الواعية .
15ـ التنمية اللغوية عربياً وأجنبياً .
ويتم ذلك من خلال عدة أبعاد للتنشئة يعد من أهمها .
1ـ البعد اللغوي :
إن البحث في قضايا التنشئة اللغوية مهما تعددت مناهجه وغاياته يحيلنا مباشرة إلى مشكل أساسي يكمن في علاقة الإنسان باللغة في بداية الاتصال بها ومدى الانحصار فيها .
ولقد زخرت الدراسات العربية والأجنبية لغوياً وتربوياً بتساؤلات مبدئية تمحورت حول ديمومة لقاء الطفل باللغة منذ المنشأ ، وعلى الرغم من أهمية دور الأسرة وفعاليتها في هذا البعد إلا أن تلك الأهمية تتحول إلى مسئولية تربوية رسمية في مؤسسات التعليم نظراً لأن التنشئة اللغوية تعد بعداً أساسياً تتشابك علاقاته وتتقاطع مع باقي أبعاد التنشئة إذ تؤكد أدبيات التربية وفقه اللغة على :
إن اللغة مرآة تعكس في أمانة تامة ظواهر الوجود والأشياء والمتصورات فلابد أن توجد في لغة الطفل نفس القوانين المحركة للتفكير والطبيعة والحياة ومن ثم فالبعد اللغوي في التنشئة معني بإيجاد نوع من التماثل بين قوانين اللغة وقوانين العقل الخالص (13) .
إن اللغة بالنسبة للطفل مفتاح يلج به باب العالم الخارجي وهو المعبر الفريد الذي يتحاور بفضله مع الوجود ويتفاعل معه فضلاً عن أنها الجسر إلى كل القيم المجردة وما تمليه العقيدة وما تفترضه تقديراتها من الناحية التأملية (14) .
إن اللغة هي الأساس لخروج كوامن الفرد وطاقاته من حيز القوة إلى حيز الفعل حتى أن قوى العقل والخاطر والفكر والإدراك والقريحة والذهن هي أبداً حبيسة ما لم ينفث فيها الكلام معالم الوجود ومن ثم فالبعد اللغوي في تنشئة الطفل يحرره من القيود الطبيعية التي تحوطه وتحرزه من السكون إلى الحركة (15) .
وتزداد فعالية اللغة في عملية التنشئة بوصفها تقضي إلي إقامة معادلة التواجد والتفاعل بين الفرد والجماعة ، وعليه تتأثر التنشئة بمختلف أبعادها بالمحيط اللغوي للطفل " فالرسالة اللغوية الموجهة للطفل إذا كانت تتضمن بنية لغوية صحيحة البناء وتشتمل على تعابير طبيعية تصبح أكثر فعالية في توليد الإستجابة لديه ، وتقل احتمالات ردود فعل الطفل واستجابته بمقدار ما تتضمن العبارة من كلمات لا معنى لها عنده (16) وعليه فقد تزايدت الدعوة في الوقت الحاضر ـ إلى الاهتمام بالمحيط الذي ينشأ فيه الطفل لغوياً والمسئولين عنه في مؤسسات التنشئة والتعليم وخاصة المراحل الأولى وقدراتهم اللغوية ومدى وعيهم بكيفية تنميتها .
2ـ البعد الاجتماعي : ـ
لم يهدف هذا البعد إلى التعرف على الحقوق المتبادلة والواجبات فقط ولا التخلي عن الفردية باسم الجماعة ولكنه بالأحرى يسعى إلى تحديد أسس ومعاني العلاقات بين الأشخاص لتسمح بوضع دقيق لكل فرد في مكانه ومسئوليته المناسبة ، كما يهدف إلى زيادة طاقة الفرد ويجعل منه شخصية قادرة على اختيار الأحداث ونماذج النسيج الثقافي على أساس المفاضلة بين ما هو موجود في المجتمع وبالتالي يكون قادراً على القبول والرفض على أساس القيمة والجدوى من خلال وعي اجتماعي يساعد على التفكير والتحليل والتصرف وفق معيار
أخلاقي(17) .
وتكتسب فعاليات البعد الاجتماعي أهمية خاصة في مرحلة الطفولة لأنه من بين الأمور
التي (18) .
أ ـ تعكس القابلية الأستثنائية لتعديل السلوك الإنساني وتشكيله حسب المواصفات المطلوبة.
ب ـ تنطوي على العمليات الأساسية اللازمة لاستمرارية الحضارة وتراكم حصيلة المعرفة الاجتماعية من جيل إلى جيل عبر العصور .
ج ـ تقرر المهارات والتجارب اللازمة للمعيشة في جماعة حضارية واللازمة للنجاح في الحياة اللاحقة .
وعلى الرغم من الإجماع على أهمية هذا البعد إلا أنه أثيرت حوله اختلافات على المسار النظري في العلوم الاجتماعية لتولد وجهات نظر مختلفة حول زوايا التنشئة الاجتماعي والأبعاد الحاكمة لدعم ارتباط الأفراد بالمجتمع فحيث ذهب ( دوركهايم ) إلى ضرورة بناء الفرد من خلال نظام اجتماعي قوي يستند للشعور الاجتماعي يرى ( روجرز ) أن بناء النظام الاجتماعي لا يتم إلا من خلال تحرر الفرد أما ( ديوي ) فقد أراد بناء الأفراد والمجتمع من خلال التطبيق الدقيق للذكاء والديمقراطية (19) .
ولما كان طفل ما قبل المدرسة يتجه نحو التخلص من حالة التمركز حول الذات حيث تنمو لديه القدرة على فهم وجهة نظر الآخرين والمناقشة الموضوعية والعمل التعاوني وتبادل الأفكار من خلال الروضة كبيئة اجتماعية تلعب دورا هاما في تعميق هذا التفاعل الاجتماعي ، وتساعد على اكتساب العديد من الحقائق والأفكار والمعايير المختلفة السائدة في المجتمع (20) يصبح توجيه الطفل نحو تعايش اجتماعي واع ناضج نوعاً من الانفتاح الذهني على مشاكل الساعة .
3ـ البعد الثقافي :
ينظر لمفهوم الثقافة في الموسوعة الدولية وفقاً لثلاث زوايا : ـ
الأولى : كمفهوم تطوري يتناول الخصائص التي تميز الإنسان عن غيره من الكائنات الحية.
الثانية : كمفهوم وظيفي يشير إلى كل ما يتكون لدى كل جماعة إنسانية من أفكار وعادات وتقاليد وأدوات عمل وشروط مادية وأنشطة تميزها عن غيرها .
الثالثة : كأسلوب حياة يؤكد على أساليب التفكير والعمل وقدرته على تجاوز حدوده الزمانية والمكانية من خلال التخيل والإبداع والتأمل في معنى الحياة والطبيعة .
ومن ثم تشكل معالم طرق الحياة التي تحياها المجتمعات البشرية كياناً من أساليب السلوك التي تقوم على معايير وقيم ومعتقدات واتجاهات ونتاجات فكرية ونظم اجتماعية واقتصادية وسياسية وتربوية وقوانين وأساليب التعبير وهو ما يطلق عليه الكيان الثقافي الذي يتكون من محصلة عناصر الثقافة في المجتمع ، وهذا الكيان ليس محصلة عناصر الثقافة فقط وليس حاصل ضربها أيضاً بل هو الطريقة التي تنتظم بها تلك العناصر لتؤلف كلا معيناً ، فرغم تواجد العناصر ، الثقافية في كل مجتمع إلا أنها تختلف في انتظامها ضمن بنيان الثقافة مثلها في ذلك مثل العمارات العديدة التي تقام من مواد واحدة إلا أنها تختلف في تصاميمها الهندسية وفي وظائفها(21) .
وإذا كانت ثقافة الأطفال هي نتاج التنشئة المكتسبة من الأسلوب الحياتي السائد في الجماعة والتفاعل مع الكبار والتوجه المنظم لتكريس أساليب التفكير والعمل والعلاقات والأدوات والرموز والقيم والمعايير (22) .
ولما كانت مرحلة ما قبل المدرسة تمثل الأساس للشخصية التي يحملها معه الطفل إلى مراحل نموه التالية فإن الصياغة الثقافية تتوقف على تغيير برمجة الطفل وتفعيل أساليب التنشئة في إطار فلسفة تربوية واستراتيجيات تنموية توجه الآداء على كافة المسارات وتدعم الاتجاهات نحو أبعاد وأفكار ملائمة يؤمن بها المعلمون قبل النشء .
4ـ البعد الأخلاقي
الدين هو روح التربية الخلقية وقوتها المحركة إذ يستمد المجتمع قيمه الأخلاقية وقواعد تنظيم السلوك من التعاليم الدينية التي تلعب دوراً أكثر فعالية في الالتزام الشخصي أكثر من القواعد والقوانين الوضعية ومن ثم يعد الدين هو المحور الأساسي الذي تنطلق منه التنشئة الأخلاقية والقوة الدافعة لها . " ويجمع علماء الإسلام على أن التربية الخلقية هي روح التربية الإسلامية والوصول إلى الخلق الكامل هو الغرض الحقيقي من التربية لا عن طريق حشو الأذهان بالمعلومات بل بتهذيب الأخلاق وتربية الأرواح وتعويد الناشئة على الآداب السامية ومن ثم تتحقق التنشئة الأخلاقية التي تتمثل أهم أبعادها فيما يلي (23) : ـ
*على الرغم من أهمية الوعي الأخلاقي كأحد فعاليات التنشئة الأخلاقية إلا أن اختزال الأخلاق في مجرد المعرفة البحتة فقط لا يكفي بل يتعدى ذلك إلى السلوك .
*إن التنشئة الأخلاقية تتأثر بأسلوب الحياة والتقاليد الأسرية والاجتماعية والثقافية كما تتأثر بنوع المجتمع الذي يعيش فيه الطفل والمثل التي تعكسها بيئته.
*إن التنشئة الأخلاقية السليمة لا تتم تحت ضغط القبول الاجتماعي أو الحصول على الجائزة أو الخوف من العقاب فقط وإنما بدافع حقيقي نابع من الالتزام الشخصي .
*إن البعد الفاعل في التكوين الأخلاقي للطفل يتمثل في خبرته الشخصية وحياته اليومية التي تتمثل في الجو المعاش من خلال الممارسات والثقة والروابط ،والأنشطة والأقتداء . فإذا لم يجد الطفل القدوة في الكبار فإن كل القيم والمعايير تفقد مصداقيتها بالنسبة له ، ومن ثم يصبح للمعلم ولكل موقف من المواقف اليومية دور مؤثر في تهيئة فرصة مواتية للتنشئة الأخلاقية السليمة .
5ـ البعد العلمي : ـ
منذ فترات طويلة اهتمت التنظيرات التربوية بالتنشئة العلمية وتنمية التفكير وتأسيس الخبرات العلمية لدى طفل رياض الأطفال ( يتأكد ذلك في كتابات وبرامج بستالوتزي ، وفروبل ، ومنتسوري ، وديفيد اللكيند ) وذلك من منطلق استغلال طبيعة الطفل في هذه المرحلة والتي وصفته الكتابات المتخصصة في علم النفس النمو بأنه باحث سائل مستفسر لاستكشاف البيئة المحيطة .
وتسعى الجهود المبذولة في مؤسسات التنشئة ضمن فعاليات هذا البعد إلى : ـ (24)
إكساب الطفل المفاهيم الأساسية عن نفسه وعن البيئة المحيطة شريطة أن تكون لهذه المفاهيم قيمة وظيفية في حياة الطفل ومراعية لسياق النمو .
تنمية بعض مهارات التساؤل ـ البحث ـ الاستقصاء ـ التجريب ـ الاستكشاف ـ دقة الملاحظة وحب الاستطلاع .
توجيه الأطفال إلى استخدام الأسلوب العلمي في التفكير .
مساعدة الأطفال على اكتساب بعض الاتجاهات والاهتمامات العلمية والأستناد إليها في مواجهة المشكلات اليومية .
وفي الوقت الذي يعد التقدم العلمي أحد ملامح العصر الأساسية فإن برامج التربية العلمية تصبح ذات أهمية كبيرة للتعامل مع ما يزخر به العصر من تحديات علمية ومنتجات تكنولوجية .

المراجع : ـ
1ـ سعاد محمد ، التربية وتنمية الإنسان المصري في ضوء تحديات القرن الواحد والعشرين ، مجلة دراسات تربوية ، المجلد الأول ، العدد الثالث ، سبتمبر 1995 ، ص 65 ـ 97 .
(2) Roberison David, Flexibility And Mobility In Further Higher Education: Policy Continuity And Progress, Journal Of Further And Higher Education Vol.17, Spring 1993, p77.
(3) Beare Headly And Richard Slaughter, Education For The Twenty - First Century Rautledgh , London And New York , 1993 . P6 .
4ـ طارق متري ، الحوار الديني الثقافي في منطقة البحر المتوسط في فترة العولمة ، ترجمة سناء مسعود ، مستقبليات ، العدد 101 ، مكتب التربية الدولي ، جنيف ، مارس 1997 ، ص 142 .
5ـ ماما دوندوى ، العولمة وعلاقتها بالتنمية الذاتية في أفريقيا ؛ ترجمة محمد العقدة ، مستقبليات ، العدد 101 ، المرجع السابق ، ص 191 .
6ـ السيد يس ، قراءة استشراقية لخريطة المجتمع الكوني الجديد ، مقدمة التقرير الاستراتيجي العربي ، 1993 ، ص13 .
7ـ بادما مالميلي ، المؤسسات عابرة القومية ، وتنمية الموارد البشرية ؛ ترجمة أسعد حليم ، مستقبليات ، العدد 101 ، مرجع سابق ، ص63 ـ 64 .
8ـ أسامة الغزالي حرب ، ندوة التحديات الآتية والمستقبلية للتعليم ، الواقع والطموح ، مؤتمر التعليم وتحديات القرن الواحد والعشرين ( 29ـ30 إبريل 1995 ) كلية التربية ـ جامعة حلوان ، ص25ـ31 .
9ـ لمزيد من التفاصيل راجع :
إبراهيم نوار ، دافوس والعولمة والعرب ، جريدة الحياة اللندنية ، العدد 12765 ، 13/12/1998 ، ص11 .
محمد برهومة ، العولمة والتعليم ، جريدة الحياة اللندنية ، العدد 12445 ، 26/3/1997 ، ص19 .
نجاح كاظم ، البحث عن الهوية الجديدة ، جريدة الحياة اللندية ، العدد 12466 ، 16/4/1997 ، ص19 .
أحمد عبد الرحمن ، العولمة وجهة نظر إسلامية ، جريدة الشعب المصرية ، 31/7/1998 ، ص9 .
عثمان العامر ، العولمة والهوية الثقافية ، ورقة عمل في ندوة العولمة .
10ـ أحمد زكي بدوي ، معجم مصطلحات العلوم الاجتماعية ، مكتبة لبنان ، بيروت ، 1982 ، ص400 .
11ـ محمد عماد الدين إسماعيل ، الأطفال مرآة المجتمع ، عالم المعرفة ، العدد 99 ، الكويت ، 1986 ، ص ص 269 ـ 270 .
12 ـ لمزيد من التفاصيل راجع :
منتدى الفكر العربي ، مستقبل تعليم الأمة في القرن الواحد والعشرين ، التقرير النهائي ، عمان ، 1990 .
شريف محمود الشريف ، تقرير عن ندوة الثقافة العربية الواقع وآفاق المستقبل ، مجلة التربية القطرية ، العدد الخامس بعد المائة ، السنة الثانية والعشرين ، يونيو ، 1993 .
جمهورية مصر العربية ، المركز القومي للبحوث التربوية والتنمية ، تطور التعليم في مصر ، 1994 ـ 1996 ، القاهرة 1996 .
13ـ عبد السلام المسدّي ، التفكير الساني في الحضارة العربية ، ط2 ، الدار العربية للكتاب ، تونس 1986 ، ص32 .
14ـ ابن حزم الأندلسي ، التقريب لحد المنطق والمدخل إليه ، تحقيق إحسان عباس ، بيروت ، 1971 ، ص155 .
15ـ عبد الرحمن بن خلدون ، المقدمة ، دار إحياء التراث العربي ، بيروت د . ت ، ص577 .
16- Glwyatt , G , Language Learning Comnunictuin Disrders In Children , The Free Press , New York 1971 , P . 53 .
17ـ ميريلا كياراندا ، التربية الاجتماعية في رياض الأطفال ، ترجمة فوزي عيسى ، عبد الفتاح حسن ؛ مراجعة كاميليا عبد الفتاح ، دار الفكر العربي ، القاهرة ، 1992 ، ص ص38ـ39 .
18ـ محمد جواد رضا ( محرر ) الطفولة في مجتمع عري متغير ، الكتاب السنوي الأول ، الجمعية الكويتية لتقدم الطفولة العربية ، 1984 ، ص15 .
19- Webb Rodman B . And And Robert R . Sherman S chooling And Society , Second Edition , Collier Macmillan Publishers , London , 1989 , P . 27 .
20 ـ نادية محمود شريف ، الأسس النفسية للخبرات التربوية وتطبيقاتها لتعلم وتعليم الطفل ، ط1 ، دار القلم ، الكويت ، 1990 ، ص190 .

21- Encyclopedia International , New York , Grolier 1968 , Vol . 5 , p . p . 358 - 360 .
22ـ هادي نعمان الهيتي ، ثقافة الأطفال ، عالم المعرفة ، العدد (123) ، المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب ، الكويت ، 1988 ، ص25 .
23ـ أنظر :
محمد عماد اليدين إسماعيل ، مرجع سابق ، ص ص ـ 25ـ27 .
كافيه رمضان ، وفيولا الببلاوي ، الاثراء الثقافي للأطفال ، نحو استراتيجية لتنمية ثقافة الطفل في الخليج العربي ، الدراسة العلمية لثقافة الطفل ، المجلد الثاني ، 1987 ، ص ص 49 ـ 53 .
سمر روحي الفيصل ، ثقافة الطفل العربي ، منشورات اتحاد الكتاب العرب ، دار القلم العربي ، حلب ، 1987 ، ص ص 9ـ13 .
سوزان محمد مهدي ، حقوق الطفل في المجتمع المسلم ، وتطبيقاتها ، المؤتمر الدولي للطفولة في الإسلام ، 9 ـ 12 أكتوبر ، 1990 ، جامعة الأزهر ، ص ص 122 ـ 123 .
بيو كنكيتي ، التربية الأخلاقية في رياض الأطفال ، ترجمة فوزي عيس ، مراجعة كاميليا عبد الفتاح ، دار الفكر العربي ، القاهرة ، 1992 ، ص ص 10 ـ 11 .
24ـ راجع :
بيو كنكيتي ، مرجع سابق ، ص ص 19 ـ 54 .
أبحاث المؤتمر الدولي للطفولة في الإسلام ، 9ـ12 أكتوبر ، 1990 ، جامعة الأزهر ، مرجع سابق .
عبد المنعم نافع ، الممارسات التربوية في التربية الإسلامية بالمدرسة الثانوية العامة ، المؤتمر السنوي العاشر لقسم أصول التربية " التربية الدينية وبناء الإنسان المصري " 21ـ22 ديسمبر 1993 ، جامعة المنصورة .
25ـ نادية محمود شريف ، مرجع سابق ، ص180 .
 

رؤى-العدد السابع-رجب 1421