إخراج القصص والكتب القماشية للأطفال

 

مركز للنمو التربوي - غزة

الاستاذة فاطمة محمود صبح

 

المقدمة:

   سوف نتناول في هذه الورقة الخصائص التي يجب أن تتميز بها قصص الأطفال في مرحلة رياض الأطفال والأساسية الدنيا من حيث الإخراج الشكلي والفني حيث يلعب الشكل العام للقصة دوراً في جذب الأطفال وخلق دافعية لديهم لسماع القصة أو قراءتها وعكس ذلك يؤدي إلى العزوف عنها وعدم قبولها، ومن أهم المتغيرات في عملية الإخراج وبما يتعلق بإخراج القصة الشكلي والفني ما يأتي:

 

أولاً : حجم القصة

   معظم قصص الأطفال من حجم القطع الصغير والمتوسط والكبير وهي بذلك لا تحقق أهداف القصة بشكل كامل حيث يمكن لحجم القصص الأكبر القصص الأكبر ابتداءً من 50 سم ×60 سم فأكثر تحقيق الأهداف بصوره أسهل وأقوى، ويكاد هذا الحجم يتناسب أكثر إنتاج صفحاته من القماش مع الاحتفاظ بالصفات والمميزات الأخرى التي سنذكرها فيما بعد.

 

ثانياً: من حيث خامة الصفحات : (ورق خفيف/ ورق مقوى/ قماش)

   معظم القصص يتم إنتاجها على ورق وغالباً ما يكون من نوع لا يتحمل استخدام الطفل أو حتى المربية لمدة طويلة ولا يساعد على استخدام الألوان والصور بطريقة مقبولة أو إخراج سليم، وغالباً ما يكون الدوافع وراء ذلك هو تقليل كلفة الإنتاج والمبرر لذلك أن تتاح الفرصة لأكبر عدد من الأطفال والمربين وأولياء الأمور بشراء القصة أو الكتاب ومهما تكن الأسباب وراء ذلك فلا شك أن الاعتماد على الورق وخاصة إذا كان غير مقوى يضعف من القصة ويقصر من عمرها الافتراضي، وباعتماد القماش مادة بديلة عن الورق تتاح الفرصة لتحقيق إخراج منتج قوى عمره الافتراضي أطول بكثير جداً خاصة إذا كانت القصص والكتب القماشية قابلة للغسيل.

 

ثالثاً: من حيث التجليد

   إن الأطفال في سني عمرهم الأولى والمربيات يحتاجون القصص ذات الأغلفة السميكة والقوية وأن يكون التجليد من المتانة بحيث يتحمل عبث الأطفال بها أو كثرة استخدام المربيات لها ومن هذا الجانب حتى المتوفر من القصص بهذه المواصفات نسبة قليلة في المكتبات ودور النشر ، وهو مقارنة بالقصة القماشية والتي يكون غلافها من قماش قوي، تعتبر ضعيفة وعمرها الافتراضي أقصر.

 

رابعاً: من حيث الغلاف

   للغلا دور كبير ومميز في نفس الطفل، ويعتبر الغلاف على رأس المعايير التي تشد انتباه الطفل وتخلق لديه الدافعية لقبول وحب القصة أو عكس ذلك، وبهذا تلعب الصور والرسوم والألوان والخطوط والحجم دور كبير في نجاح عملية الإخراج بما يخص الغلاف. والغلاف القماشي يتيح فرصة أقوى لاستخدام الصور والألوان المناسبة.

 

خامساً: من حيث عدد الألوان

   تعتبر الألوان عنصراً أساسياً من عناصر جاذبية القصة للطفل، وتعبر أداة توضحية جيدة تجسد للطفل أحداث القصة  أو مكوناتها من خلال الصور الواضحة، وتعبر الألوان من أقوى عناصر الجذب لدى الأطفال وكلما أتيحت الفرصة لإدخال أكبر عدد من الألوان في القصة كلما تقبلها الطفل أكثر وكلما شعر بسعادة في سماع سردها ومشاهدة شخوصها وأحداثها، وبالتالي يساعد ذلك على تحقيق الأهداف من القصة خاصة ما يتعلق بالنمو اللغوي وأنماط السلوك الإيجابية والسلبية والعادات والتقاليد والقيم والأخلاق، والتعرف على مكونات البيئة المحيطة ... الخ.

 

سادساً: من حيث بنط الكتابة وتشكيل الكلمات

   رغم أن طفل الروضة لم يعد بعد للقراءة إلا أنه على أعتابها وفي بداياتها ومن الممكن أن يساعد وضوح بنط الكتابة وتشكيل الكلمات على تعرف الطفل على أشكال الحروف وفي نهاية مرحلة الروضة، مرحلة الأساسية الدنيا، قد يساعد ذلك على التعرف على بعض الكلمات ، لهذا يجب مراعاة طباعة سرد القصص بحجم بنط كبير قدر الإمكان وتشكيل الكلمات بلون مميز، وقد يكون ذلك متاحاً أكثر في القصص القماشية ذات الحجم الكبير.

 

سابعاً: من حيث طبيعة الصور

   تعتبر الصور من أهم عناصر التشويق والجذب في القصة، إضافة إلى ما تمثله في دورها ولا شك أن القصة القماشية تعطي المجال في استخدام العديد من الألوان بطريقة مرنة أكثر خاصة مع الحجم الذي أشرنا إليه 50 سم × 60 سم.

 

            كوسيلة تعليمية سواء منها الكاريكاتوري أو الفوتوغرافي، ومن حيث نوع الصور واقعية أم تجريدية فالأفضل استخدام الصور الواقعية في قصص الأطفال ، أما من حيث المساحة المخصصة للصور في الصفحة فمن المفضل أن نأخذ الصور مساحة أكبر، فكلما كانت الصورة أكبر كلما كانت أوضح وكلما ساعد ذلك على وضوح ملامح الشخصيات، وتم التعبير أكثر عن بعض أنماط السلوك وبالطبع يخدم ذلك وضوح الألوان وقد أشرنا ما إلى ذلك من أهمية في قصص الأطفال في النقاط السابقة.

    هذا ويجب أن تعبر الصور تعبيراً واضحاً عن دلالة الأحداث التي توضح من أجلها، وأن تساعد على نقل ما يريده المؤلف من أفكار،          

وهذا يعني أن توضع الصور في المكان المناسب لها من حيث سرد الأحداث وتتابعها، ومن حيث التعبير عن الحدث الجزئي الذي يتعلق بالصفحة الواحدة من حبث الألوان والأعداد والأحجام والدقة والتعبير، كل ذلك يساعد المربية على استخدام القصة استخداما جيداً ومن ثم تحقيق الأهداف المنشودة من القصة ويساعد الطفل في استيعاب أحداث القصة ومن ثم الاستفادة الكاملة بتحقيق جميع الأهداف القوية والسلوكية وقيمي وبيئية.