أغاني ترقيص الأطفال

 

         الغناء للأطفال عند الشعوب هو الترنم بالكلمات الموزونة التي تصحب عادة مداعبة الطفل، وملاعبته، وتحريكه في المهد لينام. وهو جزء من الغناء الفولكلوري العام المجهول النشأة، الذي جرى على ألسنة العامة من الناس في الأزمنة القديمة، ثم توورث جيلاً بعد جيل، طوال فترة من الزمن امتدت حتى تجاوزت عدة قرون.

وقد كانت نشأته نتيجة دوافع متعددة أهمها:

1.  ميل الإنسان الطبيعي إلى الغناء.

2.  التوسل به لتنويم الطفل.

وفي المعاجم اللغوية كثير من الالفاظ الدالة على الحركات التي كانت تأتي بها الأم اثناء تنويم طفلها وتلعيبه ومضاحكته أذكر منها:

التنزيه: وهي رفع الولد إلى فوق.

والبـأبأة: وتعني ارقاص الولد مغاناته وهزه بين الذراعين وتقول من يرقصه بأبي أنت.

الهدهدة: وهي تحريك الأم لولدها في المهد لينام.

والترقيص: ومعناها رفع الولد وخفضه

والتزفين: وهو ضرب من الحركة مع صوت.

·   نماذج لأغاني الترقيص للأطفال:

التونسية تغني لولدها على هذا النحو:

نني نني جاك نعاس

أمك فضة وبوك نحاس

نني نني جاك النوم

يا خدين بو قرعون

والسورية تهدهده قائلة:

أو للا يا أولاني

أو للا يا أولاني

يا ربي لا تنساني

من فضلك يا رحماني

واللبنانية تعلله وتقول:

هي و هي وهلللا

سمن وعسل بالجرا

مناكل نحنا والبوبو

ومنشحت خيو لبرا

أو تقول:

هي هي هلينا

دستك لكنك عيرينا

لنغسل تياب زوزو

وننشرها عالياسمينا

والعراقية تدلل طفلها قائلة:

دلل لول دلل لول

يا ولد يبني دللول

لول لول يا قمبر

هسا تعيشوتكبر

 الانجليزية وتقول:

نم يا ولدي، نم بهدوء

أمك تحرسك وتصلي لك

فلتهبط عليك الملائكة

ولتحمل إليك على أجنحتها

المشعة أحلاماً جميلة مزهرة

فنم يا حبيبي نم بسلام

نم يا ولدي بهدوء

رب السماء يعني بك

في مهدك الوثير

نم بهدوء وسلام

وعندما تنام هو سوف يحرسك

فنم…نم…بسلام

ومما تغنيه الامهات الامريكيات:

نم يا حبيبي نم

نم واسترح فالطيور نائمة في اعشاشها

والحقل والبستان هادئان

والنحل لم يعد يحوم حول الورد

وها شعاع القمر يتسلل من النافذة

أصغ، فما من صوت هنالك

ولا شيء يتحرك في البيت

والفئران الصغيرة بعيدة

ضع رأسك على صدري

نم يا طفلي واسترح…نم

 

ويغني الأخ الفرنسي لأخيه:

إذهب إلى النوم يا أخي الطفل

نم يا بيارو العزيز

أمي تصنع الكعك

وتقرص العجين

وبيارو يذهب لينام

نم نم يا أخي الطفل

نم يا صغيري بيارو

وفي المانيا يغني الجرمان لأبنائهم:

نم يا طفلي نم

أبوك يرعى الغنم

وأمك تهز شجرة الحلم

فلتتساقط منها عليك أحلى الحلام

نم يا طفلي نم

وفي لبنان تنيم المرأة طفلها وتغني:

نم نم نم يا زغير نام

نيمتو ما كان ينام

نام الله يا عيني

ابني يا عنب زيني

يلا يلا يا دايم

تحفظ عبدك النايم

تحفظ عبدك وتجيرو

وتخليه نايم بسريرو

وفي العراق:

تنام وأنا إهدي لك

والعافية من الله تجي لك

يا طيور ويا حمام

دعو حمودي تاينام

ينام بالسلامة بحفظ الله وانتعش إمام

وفي مصر:

البزة واسكت

خد البزة ونام

أمك السيدة وأبوك الإمام

وفي سوريا تهلل الأم لابنها:

نام يا سامح نام

لادبح لك طير الحمام3

يا حمام لا تصدق

عم كذب على سامح حتى ينام

وفي تونس:

نني نني جاك النوم

أمك قمره وبوك نجوم

نني نني نني

يجعل نومك متهني

يا عوينة السردوك

جي بالنوم يرحم بوك

جي بالنوم واجرى بيه

لعزيزي ينني بيه

وفي فلسطين:

نني يا عين محمد يا عين الحمام

محمد بدو ينام عاريش النعام

وفي الكونغو:

يو يو يو يو يو يو يو يو يو

لا تبك يا حبيبي

قريباً سيأتي تاتا

ويجلب لك معه بطة لتأكلها

يو يو يو …….

والأغنية المصرية تقول:

يا بابا تعالا

بجيوبك ملانه

حمص ولوز وكحك الفطامه

يا بابا تعالا بجيوبك ملانه

بندق وفسدق ولبان السلامه

وفي الاردن:

هللا هللا

سبع جمال بحمللها

منهن جوز ومنهن لوز

ومنهن لا إله إلا الله

النموذج الأول تروي فيه الأم الروسية لطفلها قصة أحد الدببة فتقول:

مرة في صقيع الشتاء

سار الدب إلى بيته

في رداء من الفرو الدافيء

سار هو..سار إلى بيته

في الطريق الريفي

عابراً الجسر

وطىء ذيل الثعلبة

زعقت الثعلبة صارخة

واهتزت الغابة المعتمة ذعراً

وذعر الدب بسرعة البرق

تسلق شجرة السرو كان الهدهد مسرورا

يصلح بيت السنجاب

فصرخ به قائلاً:

يجب أن تفتح عينيك وتنظر أمامك

وعندها قرر الدب

أنه يجب أن ينام في الشتاء

وأن لا يسير في الطرقات

وأن لا يطأ ذيول الثعالب

وفي النموذج الثاني تحكي له حكاية الجدة والوزتين المرحتين:3

كان عند الجدة

وزتان مرحتان

واحدة رمادية

والأخرى بيضاء

وزتان مرحتان

وغسلت الوزتان أرجلها في بركة قرب النبع

واحدة رمادية

والأخرى بيضاء

وزتان مرحتان

آه، آه، تصرخ الجدة

لقد ضاعت الوزتان

وانحتنا إجلالاً للجدة

واحدة رمادية

والأخرى بيضاء

وزتان مرحتان

وفي النموذجالثالث تقص قصة دب آخر ذي قدمين حدباوين:

الدب ذو القدمين الحدباوين

يسير في الغابة

يجمع جوز الصنوبر

ويغني أغنية

وفجأة سقطت جوزة على رأس الدب

وأصابت مقدمة رأسه

وانزعج الدب وغضب

وأخذ يضرب الأرض برجليه

وفي فلكلورنا اللبناني ذخيرة طيبة من أشعار فكاهية واقاصيص مسلية تغنيها الأم لأولادها عند السرير، وقد اجتزأنا منها هنا بهذه الغنية المسماة " عدية شيخ البسينات" أي شيخ القطط وهي طويلة نكتفي بمطلعها:

تعو نمشي نعد بيات

على شيخ البسينات

ع خبزاتي ربيتو

اكلي كل الجبنات

قمت حملت ووقعت

وعند القاضي شرعت

طلعلي اربع فتوات

أول فتوه برزقاتي

أكل اغلى موناتي

بتحسن بعقلاتي

بنبش كل المخبيات الخ الخ

ومما يتردد في ايطاليا وامريكا وانجلترا:

·       نم نم يا طفلي الحبيب

ايها الملاك الهابط من السماء

نم نم يا صديقي الصغير

ساغني لك اغنية

لذيذ أنت كزهرة الليلك

نم نم يا طفلي الناعم

اغنيتي سيحبها قلبك

يا زهرة في السماء

·       خدود كالورد أصابع كالبراعم

ذلك هو طفلنا

عيناك زرقاوان واصابعك بارعة في تكوينها

احبك يا حماتي الوادعة

يا طفلي الصغير

وحياتي ساعطيك أدفأ القبلات

·       تأرجح يا طفلي بمهدك الأخضر

ان اباك لنبيل وامل ملكه

دخلك دخلك دخلك بس

مي نعنع بين الخس

ولي قلبه بيوجعها

شما شمي ويقول بس

·       يا بنتي يا حندقه

وجهك ابيض ومنقى

ولي بيحبك باس خدك

ولي ببغضك شوبترق

ومن أغانينا بالاردن:

هناها يا هناها

والباشا بتمناها

يا باشا ربط خيلك

لما تخمر حناها

ألف يحف

ألف يزف

وألف يباري هودجها

والباشا والمتصرف

حضروا ليلة خطبتها

وأما المة العراقية فتغني لطفلتها وتقول:

يا بنيه يا بنت الناس

ابوك أمير وقناص

شعرك جلل الكرسي

وحزنك دوخ الناس

·       لا أنجاب ولا انجلب

لا بالشام ولا بحلب

ريت بطن الي جابتك

ديوان والكرسي ذهب

ومن الأغنية الانكليزية:

عصفوران صغيران

جالسان على الحائط

الأول اسمه بيتر والثاني اسمه بول

طر يا بول

ارجع يا بيتر

ارجع يابول

وفي العراق:

شاح باح حنا وتفاح

هاي عجانه

هاي غسالة

هاي طباخة

وهاي تودي غدا لابوها

وفي لبنان:

ياباح ياباح

يا عرق التفاح

اجا عصفور ووطا

على بركة فضى

هيدا كمشه

هيدا دبحه

هيدا نتفه

هيدة شواه

وواحد اكله

وهيدا قلهن

ما خليتو لي شيء

قرق صَ قرق صي

ومن اغانينا في لبنان:

دادي شطه بطة

دادي دعسة القطة

دادي يا قرن الفول

دادي يسلم هالطول

 

وفي "الاصابة" ج1(ص123-124) ان الشيماء كانت ترقص النبي وهو صغير وتغني له:

يا ربنا ابقي لنا محمداً

حتى أراه يافعاً وأمردا

ثم اراه سيداً مسودا

واكبت اعادية معاً والحسدا

واعطيه عزاً يدوم ابدا

 

ومدح اخر أبنته فاصفح عن حبه لها ونوة بملاحة عينيها وطيب رائحة فمها وعذوبته، واشاد بكرم نفسها وخلقها الذي يرضي زوجها فقال وهو يرقصها:

كريمة يحبها أبوها

مليحة العينين عذب فوها

لا تحسن السب وان سبوها

للتوسع في أغاني ترقيص الأطفال وتحليلها اتنظر:

أبو سعد، أحمد. 1974. ترقيص الأطفال عند العرب. بيروت: دار العلم للملايين.

وهو المصدر الذي اخذت منه كل المادة المذكورة تحت عنوان: أغاني ترقيص الأطفال